الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي
أما تعليل سيبويه وغيره من النحويين (1) نزع حرف الجر بالاستخفاف، أو لأجل التخفيف على اللسان فهو نتيجة لكثرة الاستعمال لا لثقل ذات الحروف، ولا لكراهة اللفظ بها، ولكن الشيء إذا كثر في كلامهم تخففوا منه بالحذف ولو كان الحذف لمجرد الثقل لكان حذف حروف الجر في كل موضع كثر استعماله فيه أولم يكثر، قال سيبويه "وليس كل جار يضمر... ولكنهم قد يضمرونه ويحذفونه في ما كثر من كلامهم، لأنهم إلى تخفيف ما أكثروا استعماله أحوج" (2)، ويقول ابن السيد (ت: 521هـ): "إذا حذفوا حرف الجر مما هو محتاج إليه فذلك لأسباب ثلاثة:أحدها: أن يكثر استعمال الشيء، ويفهم الغرض منه والمراد، فيحذف الحرف تخفيفا" (3).فالثقل الذي يصح أن يكون سببا لنزع حرف الجر مقيد بما كان نتاجا عن كثرة الاستعمال فهو- إذن- نتيجة وسبب، نتيجة عن كثرة الاستعمال، وسبب للحذف الناتج هو عن كثرة الاستعمال، فكثرة الاستعمال سبب السبب، والثقل سبب للحذف، يوضحه الشكل الآتي:4- الضرورة:إذا نزع الخافض (حرف الجر أو المضاف) في غير المواضع القياسية، فإن كان في الشعر حمل على الضرورة، وإن كان في النثر حمل على الشذوذ، فتكون الضرورة سببا لنزع الخافض غير المقيس في الشعر، ثم قد يتوسع بعضهم في الحكم بالضرورة والشذوذ على مواضع يراها غيره قياسية، فكان لابد من بيان المواضع القياسية بضوابطها، حتى إذا ما ورد في الشعر مخالفا لها أمكن حمله على الضرورة، وسلم الحكم بها عليه من الاضطراب، وهذا ما يحرص البحث على تجليته في الفصلين الآتيين.- - - - - - - - - -(1) ينظر: كتاب سيبويه: 2 / 160، 161، 163، 172، والأصول في النحو: 1 /171، وشرح الأبيات المشكلة الإعراب: 52 وعلل النحو: 322.(2) كتاب سيبويه: 2 /163.(3) الاقتضاب: 1 /369.
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 36- مجلد رقم: 1
|